rap azo0o0oz_242 rap arbe--englesh |
|
| قصة صرخة المووووت كاملة ... | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
MR.YA$$ER مراقب عام
المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 11/04/2008
| موضوع: قصة صرخة المووووت كاملة ... الإثنين مايو 12, 2008 4:44 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الاول
في ذلك اليوم, و في تلك الليلة الظلماء الموحشة, و عندما هدأت ثورة العاصفة, و اشتد سقوط المطر و من بعد أن رمانا قدرنا في مكان مجهول بحثنا عن مكان نأوي إليه و لكننا لم نجد إلا هذا المكان الذي يحيط به سور طويل, هنا سنجد الأمان و الحماية بالتأكيد, فدخلنا وجلسنا أسفل ركن قابع في زاوية لا يصل فيه المطر و انتظرنا إلى أن تلاشت قطرات المطر تدريجيا و توقف عن الهطول, لقد كان المكان مظلما و مخيفا كنا وحدنا؛ في تلك الليلة كان المكان هادئا جدا و كنا لا نسمع إلا صوت الحشرات, إننا خائفتان جدا, فجأة!... عم السكون في أرجاء المكان فسمعنا صوتا متناهيا من بعيد إنه صوت شخصا يبكي, لقد زاد ذلك من رعبنا كثيرا فلا يوجد أحد في هذا المكان سوى أنا و صديقتي, و لكن ما الذي يحصل لا نعرف؟؟؟ و بعد قليل اختفى الصوت و رجع الليل يدثر الأرض كما كان, فجلسنا بجانب بعضنا ممسكتين بأيدي بعض من شدة الخوف و الرعب و ندعوا ربنا أن تمر هذه الليلة بسلام... فأغمضنا أعيوننا و نحن ندعوا ربنا ثم نمنا دون أن نشعر.
و في الصباح استيقضنا على صوت العصافير و أيقضتنا أشعة الشمس الذهبية, فنظرنا حولنا بعينين مرهقتين ذابلتين, ولكن بعد أن نظرنا اتسعت أعيوننا بذهول متفاجئتين من الذي نراه بداخل هذا السور لأننا لم نجد إلا القبور تحيط بنا من كل جانب, فلم نكن نعلم بأننا كنا نائمتين مع الأموات, و لم ندرك ذلك أبدا طول الليلة الماضية, ولسوء حضنا إننا في بلدة لا نعرفها و لا نعرف أحدا فيها و لا نعرف أين نذهب؟ و أين نحن؟ و ماذا سنفعل؟؟
خرجنا من بوابة المقبرة و ابتعدنا عن أسوارها التي كانت تحيطنا و تحمينا فذهبنا نمشي في طرقات البلدة نادرا ما نرى شخصا يمشي في الطريق و لم نرى حتى حيوانات.. المكان موحش و الرياح تصفر في المكان و الجو يشوبه السكون و يبعث في القلب الخوف من المجهول, فمعظم البيوت مهجورة و المحلات و المباني مكسرة و كأنها بلدة الأموات لأن المقبرة هي المكان الوحيد الذي كان عامرا بالأجساد الهامدة و الأرواح المعذبة.. بينما كنا نمشي في هذه الطرقات الغريبة رأينا محلا لبيع الخبز فقررنا دخوله بعد تردد و تفكير فربما أحد الأشباح يبيع فيه!!! و هل يعقل بأن يكون هناك محلا لبيع الخبز في بلدة كهذه و التي لا يوجد فيها إلا القليل جدا من الناس و كأنها بلا سكان.. دخلنا إلى المخبز فربما نستطيع أن نشتري شيئا لكي نفطر به و لكي يكون قوتا لنا في هذا اليوم و ربما إلى أن نرحل من هذه المدينة المرعبة, إما إلى بلدتنا أو لبلدة أخرى و إما إلى الرفيق الأعلى قبل أي مكان.. لقد استقبلتنا هذه البلدة بأرض مفروشة بالقبور و قدمت لنا صحنا من الخوف و نشرب الرعب بعده و ربما سنحلي بالموت.. وقفنا عند باب المخبز و كنا نرتجف من الخوف لقد فتحنا الباب لعصافير خوفنا المحبوسة في داخلنا حتى تحمينا و أطلقنا لها العنان لترحل فربما نتحلى بالشجاعة لنبعد الخوف المؤلم, و في نفس الوقت كنا نحاول عدم إظهار خوفنا أمام أحد. دخلنا إلى هناك و كان الجميع ينظرون إلينا نظرة تعجب و تساؤل و يتهامسون فيما بينهم و يتساءلون يا ترى من نكون؟ و ماذا نفعل هنا؟؟ إنهم على حق ماذا نفعل في بلدة كهذه؟! ليس هم فقط الذين يتساءلون نحن أيضا نتساءل ماذا نفعل هنا؟؟ و لكن ماذا عسانا نفعل؟ إننا ضحيتان بيد قدرنا.. كنا نريد أن نشتري من المخبز و لكننا لا نعرف ماذا ندفع بالمقابل لقد احترنا, ماذا نفعل؟ أخذتني صديقتي على جنب و سألتني هل لديك شيئا ترهنينه لهم إلى أن نرجع لديارنا و نرجع لهم النقود؟؟ قلت لها ليس معي شيء ماذا نفعل؟ و لكني تذكرت بأن لدي خاتما من الذهب كنت ألبسه و هو لأمي, فقمت بإعطائه الخاتم فقال لنا أن نأتي في المرة المقبلة للشراء لكي نوفي حقنا في هذا الخاتم لأنه لا يملك ثمنه, و لكننا سنقوم بمقايضة الخاتم بالخبز و أي شيء نحتاجه من هذا المخبز. لا أعرف لماذا أشعر بأن هؤلاء الناس عيونهم حزينة و حتى ابتسامتهم مجرد ابتسامة مرسومة على شفاههم على الرغم من ضحكهم أحس بأن بداخل أعماقهم أكوام من الأحزان و الآلام المدفونة... اشترينا ما نريد و خرجنا من المخبز ولكن إلى أين نذهب في هذا الوقت من الصباح و خصوصا في هذه البلدة؟..إننا لا نعرف أحدا هنا لذلك فوضنا أمرنا لله و حده فرجعنا أدراجنا إلى المكان الذي احتمينا فيه في الليلة الماضية عن المطر لأننا لا نعرف مكانا غيره لنلجأ إليه جلسنا في المقبرة نتناول الإفطار و نفكر في حالنا و في ما الذي حلنا بنا فجأة؟؟ فبينما كنا نأكل أتت العصافير تراقبنا من أعلى المكان و كأنها تطلب منا كسرة خبز ليسدوا بها جوعهم من هذه الأرض القاحلة, فرمينا لها قطعا من الخبز فنزلت تأكل هي أيضا معنا و تغرد و كأنها تشكرنا على ما فعلناه لأجلها.. بعد أن تناولنا إفطارنا جلسنا ننتظر لعل شخصا يرجعنا إلى ديارنا أو حتى يوصلنا لمكان يوجد به حياة و نشعر فيه بالأمان و لكن لا أحد.. يا لها من بلدة غريبة جدا!.. بعد طول انتظار و بعد أن استسلمنا لهذا الحال, أقبل الليل ينصب خيامه علينا, فجلسنا في مكاننا و لم يكن هناك أحدا يتكلم سوى أنا و صديقتي لأننا الوحيدتين اللتين مازلنا على قيد الحياة في هذا المكان ربما لهذه اللحظة فقط فجميعهم أموات, فربما ستأتي علينا اللحظة التي نسكت مثلهم.. لقد قضينا الليلة الأولى في رعب و فزع أما في هذه الليلة لا نعرف ماذا سيكون مصيرنا, بدأت الحشرات بعزف ألحان الليل الطويل و الوحيد دون أحد يتسامر فيه ليسمع لحنهم الحزين الذي يعزفونه لأهالي القبور في هذا الظلام حالك السواد, فبعد أن انتصف الليل.. فجأة...! أصبح المكان هادئا و تلاشى ذلك اللحن الحزين الذي كان يدوي في المكان و يرتطم بأسوار المقبرة و يرجع إلى مدفنه.. سمعنا صوت البكاء من جديد هو نفسه البكاء الذي أرعبنا الليلة الماضية, فعندما سمعنا هذا الصوت شعرنا بالفزع و الرعب و الخوف كثيرا أنه نفس الطبق الذي تذوقناه الليلة الماضية..... | |
| | | MR.YA$$ER مراقب عام
المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 11/04/2008
| موضوع: رد تكملة الموضوع الإثنين مايو 12, 2008 4:45 am | |
| الجزء الثاني
ماذا عسانا نفعل في هذه اللحظة إننا نحتاج للمساعدة نحتاج لشيء ليسعفنا لنتحمل كل هذا على الرغم بأني أحس بأن هذه مجرد البداية و ربما تكون هذه الليلة هي نهايتنا.. كنت أحاول أن أذهب لكي أرى ماذا يحصل (و كان ذلك بدافع الفضول مني) و لكني كنت خائفة جدا و لكن يجب على إحدانا أن تشجع الأخرى لكي نستمر في معركتنا مع الأموات أو بالأحرى لا ندري مع من نحن نتعارك في ساحة البقاء..وقفت لكي أحاول الذهاب لكن صديقتي أمسكتني و قالت لي:"لا لا تذهبي أرجوك فأنا خائفة و نحن لا نعرف ماذا سيكون مصيرنا في هذه الليلة الظلماء الموحشة و لا أريدك أن تذهبي..." و لكني كنت أحدث نفسي و أقول أنا لن أذهب فليس لدي الجرأة لذلك..و بينما كنا نتحدث سمعنا صوت صرخة قوية جدا مما جعلني أجلس بسرعة في مكاني بطريقة هستيرية, هذا شيء لا يعقل مستحيل أن يتحمله العقل!! بصراحة هذه المرة الأولى التي يحدث لنا هذا إننا لم نشعر بالخوف هكذا من قبل و لا نعرف كيف نتصرف في هذه الظروف.. أمسكنا بأيدي بعضنا و لم نترك بعضنا أبدا.. فسمعنا الصرخة مرة ثانية عندها شعرنا بالخوف المميت على الرغم من إننا لا نشعر بشعور غيره في ذلك الوقت شعرنا بأننا سوف نسكن معهم من بعد تلك الصرخة... و لكن الحمد لله إن الصوت اختفى ورجع الليل كما كان و كأن شيئا لم يحدث وبدأت الحشرات بعزف ألحانهم الحزينة من بعد هذا الفاصل المرعب.. جلست أسأل نفسي:" هل يا ترى سنظل في هذا المكان للأبد؟. لقد أخذنا القدر بعيدا عن موطننا و لكن لماذا كل هذا لماذا كل هذا يا الله (استغفر الله) ساعدنا يا ربي فليس بيدنا حيلة غير البقاء في هذا المكان!" و بصعوبة بالغة خلدنا للنوم من شدة التعب و الخوف و بينما كنا نائمتين.. إستيقضنا على صوت شخصا يوقضنا من نومنا ففتحنا اعيوننا و نظرنا له فتجدد بداخلنا الأمل بالرجوع إلى الديار, نظر إلينا بطريقة غريبة و قال:" ماذا تفعلان هنا ؟" قلنا له : لا نعرف فقد احتمينا هنا في الليلتين الماضيتين بسبب العاصفة التي حدثت و نحن تائهتان هنا و كنا نبحث...." و لكن قبل أن نكمل حديثنا نظر إلينا ثم ذهب عنا و كأنه لم يتكلم معنا نادينا عليه لكي يرجع لنا أو ليساعدنا و حاولنا اللحاق به, فلقد شعرنا بأنه القشة التي ستنتشلنا من الغرق, نادينا عليه لكي يخرجنا من بلدة الأموات و الخوف و لكن لا حياة لمن تنادي!! فجأة.. اختفى الرجل عن الأبصار فذهلنا... ففتحنا أعيوننا مرة واحدة.. فعرفنا بأن ما شاهدناه كان مجرد حلم و لكن الغريب فيه هو بأن أنا و صديقتي حلمنا نفس الحلم و في نفس الوقت و استيقضنا منه أيضا في نفس الوقت!!!.. يا لا غرابة هذا المكان؟!! ها نحن جالستان ننتظر قدوم الليل بخوف و رعب و نحن متعجبتان من هذا المكان الغريب و متى سيتحقق حلمنا بالرجوع إلى بيتنا و أهلنا و جيراننا و حتى الأشياء التي كنا نكرهها في قريتنا, و بينما كنا جالستان في صمت نتأمل المكان و نفكر في حياتنا الماضية التي ربما سنرجع إليها لنبني مستقبلها أو سنبقى حبيستان للقدر, طلبت مني صديقتي أن نذهب إلى محل بيع الخبز لنشتري لنا شيئا نقتات به. ذهبنا إلى هناك و لكن لا أحد هذه المرة يبالي بنا, لكن!! لماذا لا يحاولون مساعدتنا و لو حتى بالكلام؟.. أخذنا ما نريد من هناك و خرجنا, و لكننا كنا دائما نتسائل لماذا لم نتمكن بعد من العودة إلى ديارنا؟ لماذا نظل هنا ؟ لماذا مازلنا باقيتين في هذه البلدة التي لا حياة بها سوى للأشباح, يجب أن نتركها في أسرع وقت و لكن مازلت أتساءل من الشخص الذي يقوم بالصراخ في الليل و الكل يحترم وجوده و يسكت و يترك له ساحة المقبرة ليدوي صوته فيها؟ هل هو إنسان حي أم أحد الأموات قد مات مظلوما فيخرج من قبره ليلا لكي لا تراه الأرواح الأخرى لعله يواسي روحه الراحلة من جسده الهامد المتحلل تحت التراب؟ هذا الموضوع يثير فضولي أنا و صديقتي, و لكن لسوء الحظ سوف نبقى هذه الليلة أيضا و ربما لعدة ليالي إلى أن نجد من يساعدنا و يقلنا من هذه البلدة التي لا نعرف عنها أي شيء, ليس بمقدورنا عمل شيء ربما إذا بقينا هنا سنعرف سر البكاء و الصراخ و أتمنى أن أستجمع كل قوتي لأكشف ذلك الموضوع, إستمرينا على هذه الحال لفترة طويلة نسكن في المقبرة و الأصوات و الصراخ مازالا موجودين, كنا نقضي حاجاتنا من الأكل و الشرب من شرائنا من محل الخبز و كنا بين فترة و أخرى نستحم في الحمامات الموجودة في المقبرة و التي نخاف المكوث فيها أكثر من خمس دقائق.. ذات يوم و في تلك الليلة التي كانت مثل باقي الليالي و عندما قدم الليل جلسنا ننتظر سماع الصوت, وبينما كنا هكذا ننتظر و نحن نتحدث عم السكون في كل زاوية من زوايا المكان بطريقة غريبة فكل شيء يسكت في وقت واحد و في نفس الموعد و يبدءون من جديد في وقت واحد, عندها عرفنا بسرعة بأنها علامة من علامات وجود الشخص في هذا المكان و بأنه سيبدأ بالصراخ, فسكتنا عن الكلام لنستمع و نتضامن مع الباقي في اعتصام السكوت الليلي.. ثم سمعنا صوت الصراخ - و كل يوم يزيد الصراخ عن الليلة التي قبلها- فقررنا أن نجمع قوانا و شجاعتنا المتبقية و نذهب لنستطلع الأمر فقط من بعد تردد و تفكير عميق و بعد أن فوضنا أمرنا لله سبحانه و تعالى, ذهبنا نتسلل ما بين القبور فرأينا فتاة صغيرة عمرها لم يتجاوز الثانية عشرة واقفة بجانب قبر مزروع بين القبور, فعندما لمحتنا جرة بأسرع ما عندها من طاقة, ربما لكي لا نراها و هي تبكي أو ربما هناك سببا آخر لا نعرفه!!, فجأة!! اختفت فلم نستطع اللحاق أو الإمساك بها أبدا و كأنها طيف يمشي بين القبور.. هل هي حقا من البشر مثلنا أم....؟؟
رجعنا إلى مأوانا لكي ننام و لكننا لم نستطيع النوم لأننا كنا نفكر في موضوع الفتاة و في نفس الوقت كنا نفكر بالرحيل و لكني مازلت مصرة على أن أعرف سبب الصراخ و لو كلف ذلك حياتي أريد أن أعرف ما سر هذه الفتاة؟ و لكن كيف سيكون ذلك؟.على الرغم من إننا كنا ننام مع بعض في نفس الوقت و لا يوجد من يحرسنا إلا إننا لم نتعرض يوما لشيء و كأننا محميتان في هذه المقبرة فلا يدخلها احد سوانا و.. تلك الفتاة!!! و بعد تلك الليلة التي حدث فيها ذلك الحادثة انتظرنا قدومها بفارغ الصبر لعلنا نكتشف سر صراخها و سر حياة هذه البلدة أيضا, و لكنها لم تأتي و مضى يومين و لم تأتي أيضا فقد شككنا بأن التي رأيناها كانت من البشر فربما كانت شبحا و ليس شخصا حقيقي و كانت تأتي لزيارة قبرها لسبب ما, فمنذ أن رأيناها اختفت و لم تأتي فربما غضبت الأرواح منها و لم تسمح لها بأن تأتي مرة ثانية لزيارة جسدها المحبوس تحت التراب و ربما رؤيتنا لها سببت لها الأذية, لذلك قررنا أن نرحل من هذه البلدة في اليوم المقبل بطريقة ما فلا يمكننا أن نعيش أكثر في قرية مليئة بالأشباح و القبور و القليل من الناس الذين يرفضون الحديث معنا أو حتى مساعدتنا لدرجة إني أصبحت أشك من أي فئة نحن هل مازلنا من البشر أم من الأشباح لنظل هنا و هل سنبقى لبقية حياتنا مرميتين ننتظر الأمل الذي تلاشى خلف الأفق البعيد, و هل مازلنا أحياء نرزق نعيش في هذا الوجود؟ في اليوم التالي سنحاول و سنتخبط في طرقات هذه البلدة لعلنا نهتدي لشيء على الرغم من جراحنا التي تزداد يوما بعد يوم من جراء العاصفة التي رمتنا في هذا المكان, يا له من اختيار موفق من القدر!. | |
| | | MR.YA$$ER مراقب عام
المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 11/04/2008
| موضوع: رد: قصة صرخة المووووت كاملة ... الإثنين مايو 12, 2008 4:46 am | |
| الجزء الثالث
لحسن حظنا... ففي ليلة اليوم الذي قررنا فيه الرحيل حدث شيئا غير متوقع و هو: كنا نائمتين فستيقضنا على صوت صراخها لقد أتت أخيرا.. ذهبنا خلسة من خلفها لكي نفاجئها و لكي لا تهرب مثل ما حدث في المرة التي مضت, صحيح إننا كنا نقترب و الخوف بداخلنا و لكننا اصرينا على فعل ذلك فمهما تعددت الأسباب فالموت واحد, اقتربنا منها فلتفتت خلفها فرأتنا و كانت تريد أن تهرب منا و لكن لا لن تذهب قبل أن أعرف ما هو السر؟ فأوقفناها و كنا نشك بأننا أوقفناها فقد كنت أنتظر أن تختفي بين لحظة و أخرى.. ففاجأناها بالأسئلة لكي نستجوبها و لكي لا تختفي قبل أن نتمكن من معرفة شيء, فبدأت أسألها: " من أنت؟ و لماذا تبكين و تصرخين؟ و لماذا لم تأتي في الليالي الماضية؟ و لماذا هربت عندما رأيتنا؟ و لماذا بالليل فقط تأتين؟...." فنظرت إلينا نظرة منكسرة من الحزن الشديد فأغمضت عينيها ألما و قالت: " أنا آتي هنا و أبكي لأن والدتي تسكن هنا تحت هذه الأرض, أرض الأموات فانا آتي كل ليلة لأشكى لأمي عن عذابي مع عمتي أخت والدي و ظلمها لي كما كانت تظلم أمي من قبلي و سكوت والدي على ذلك أكثر الأحيان و وقوفه مكتوف اليدين دون تحريك ساكنا لأن والدي يحترمها كثيرا لأنها هي التي ربته و يسمع كلامها و إن لم يفعل ذلك ستطردني من البيت... - لقد كانت الفتاة متوترة جدا و كانت تجيب على أسئلتنا دون أن تدرك ماذا تفعل ربما لأنها أحست براحة اتجاهنا!!!, عندما نظرت لها يبدو عليها الألم و كأنها تحبس أكوام من الأحزان بداخلها و كأن الحزن يمشي في عروقها بدلا من دمها و لقد لقيت من يسمع معاناتها, فلقد نبشت رماد قلبها و لم تجد سوى الألم و اليأس- سكتت قليلا و كأنها قطعة بالية طفت على بحر حزنها, و نظرت إلينا بنظرة, و كأنها ارتكبت خطئا فادحا, و قالت لنا بذهول و استعجاب: " و..و لكن من أنتما لتجعلاني أكلمكما و أخبركما عني ابتعدا عني.. ابتعدا عني.." و قامت بدفعنا و حاولت الهرب و لكننا طمئناها و قلنا لها: " لا تخافي فنحن صديقتيك و لا نريد أذيتك". فعرفتها على نفسي و على صديقتي و عندما أحست بالطمأنينة قالت لنا: " أنا آسفة, فأنا عندما رأيتكما في تلك الليلة الماضية ظننت بأن عمتي علمت بأني أهرب من البيت ليلا لآتي إلى هنا لذلك أرسلت أحدا ليأخذني, لقد كنت خائفة منكم, و في كل تلك الليالي التي لم آتي فيها إلى هنا كنت بجانب والدي المريض, لقد سافرت عمتي إلى جماعة من أهلها و سوف تعود بعد عدة أيام لأنها تدعي بأن أحد أقارب زوجها قد توفي لكي لا تعتني بوالدي, و لكني لم أفهم سبب تغير عمتي لهذه الدرجة على الرغم من إنها كانت إنسان طيبة و تحب الجميع...و لكني سمعت بأنها تغيرت عندما ولدت أنا, لماذا لا اعرف و لكن كل الذي اعرفه بأن كان لديها طفل صغير عمره لم يتعدى خمس سنوات و الذي أنجبته بعد فترة طويلة من زواجها و في يوم ولادتي كانت تريد أن تساعد أمي و هي في المخاض و لكن لا ادري ما الذي حصل لأبنها و توفى فقام زوجها بتطليقها, و لكنها دائما تقول بأنها مازالت متزوجة و لا اعرف الحقيقة بأكملها!!, لأن لا أحد يريد أن يتكلم بهذا الموضوع, فأنا آتي بالليل خفية عن أعيون الناس لأشكِ لأمي", فسألتها سؤالا كان يحيرني و يثير فضولي كثيرا و هو:" ما سر هذه البلدة لماذا لا يوجد فيها أحد سوى القليل من الناس؟؟" قالت لنا:" لأن هذه البلدة مهجورة فبعد أن حدثت المجزرة في هذه البلدة رحل الكثير منها و لم يبقى سوى القليل و أعتقد بأن ابن عمتي توفي في هذه المجزرة, كيف لا أعلم؟؟ فأنتم بالتأكيد غرباء عن هذه البلدة؟؟؟ هل تعلمون بأن سكان هذه البلدة لا يتحدثون مع الغرباء إلا قليلا جدا و بعض الأحيان تكون الصلة معدومة لأن لديهم معتقدات بأن من يكلم الغرباء و يحتك بهم يحيط به السوء, و لكني لا أؤمن بتلك الخرافات "فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا". قلت لها" نعم نحن غرباء و لقد أخذنا الإعصار إلى هذه البلدة و كان الجو ممطرا فاحتمينا في المقبرة و كنا خائفتين خصوصا عندما علمنا بأننا نسكن في أرض الأموات, ولكننا اعتدنا على ذلك قليلا و لكن الذي كان يزيد من خوفنا هو سماعنا للصراخ و البكاء". و بعد طول حديث عرضت علينا الفتاة هذا العرض و هو: " لماذا لا تأتيان إلى بيتنا فعمتي غير موجودة فقد يكون والدي يعرف طريق العودة إلى دياركما و لكي تستحما و تعالجا جراحكما فحالتكما يرثا لها", فذهبنا معها إلى هناك مسرعتان و كأننا لم نصدق ذلك أو ربما قبل أن تغير رأيها بذلك... (و لكن هناك شيء يحيرني إذا كانت الفتاة من البشر مثلنا فلماذا عندما نادينا عليها أول مرة اختفت في الظلام الحالك؟؟)
ذهبنا مع الفتاة إلى بيتهم القاطن في منتصف البلدة و هو البيت الوحيد الذي به سكان في ذلك الجانب و يحيط بهم بيوت مهجورة, لا اعرف كيف يمكنهم أن يعيشوا في مكان كهذا و ما الذي يجبرهم على العيش هنا؟ دخلنا إلى البيت إنه بيت كبير و جميل و مرتب و لا يسكن فيه إلا ثلاثة أشخاص الفتاة و والدها و عمتها, عندما دخلنا كان والدها في غرفته فذهبت الفتاة لتناديه ليأتي و يلقي التحية علينا, جلسنا في قاعة الانتظار ننتظر قدومهم و بينما كنا جالستين دخلت الفتاة و قالت لنا بأن والدها قادم ليرانا عندما رأيناه ذهلنا أنا و صديقتي... و صرخنا معا و تجمدنا في مكاننا ثم سكتنا, كانت الفتاة و أباها ينظران إلينا بغرابة و فزع متفاجئين من ردة فعلنا عندما رأينا والدها, فسألتنا: "ماذا بكما لماذا صرختما و كأنكما رأيتما شبحا!!!؟" بقينا فترة من الزمن ننظر إليه فقلنا لها: " إنه نفس.. نفس الرجل الذي أيقضنا في الصباح و لكنه رحل ثم اختفى" نظرت إلينا بغرابة فهي لم تستوعب ما قلناه, فقالت: " ما الذي تعنيانه لم أفهم شيء و من الذي رأيتماه؟؟!" فقلت لها:" لقد كان حلما, لقد رأينا و الدك في الحلم أتى ليوقضنا و يسألنا, و عندما أجبناه و طلبنا منه المساعدة رحل ثم اختفى, والغريب إننا كنا نحلم نفس الحلم و استيقضنا منه في نفس الوقت.. هل تصدقين ذلك!؟" قالت الفتاة:" حقا كم هذا غريب ؟! و لكن ليس هذا مهما إنه مجرد حلم, فلا بد من إنكما متعبتان سآخذكما لكي تغتسلا و تأكلا و نعالج جراحكما و من ثم تناما." لقد كان موقفا محرجا و لكن الذي حصل كان غصبا عنا لا أعرف كيف تصرفنا هكذا عندما رأينا والدها؟؟. إن هذه الفتاة تثير إعجابي على الرغم من صغر سنها كانت تصرفاتها أكبر من ذلك ما شاء الله. كانت هذه أول ليلة سوف ننام فيها بأمان, لقد ارتحت كثيرا عندما عرفت سبب و مصدر الصراخ, و لكن الذي يشغل بالي الآن هو طريق العودة إلى الديار لقد اشتقت لأهلي و جيراني و لكل شي هناك. | |
| | | MR.YA$$ER مراقب عام
المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 11/04/2008
| موضوع: رد تابع تكملة الموضوع .....< الإثنين مايو 12, 2008 4:47 am | |
| الجزء الرابع
في صباح يومنا الجديد المشرق بكل ألوان الأمل إستيقضت من نومي و لكن صديقتي رفضت الإستيقاض بحجة إنها مازالت متعبة جدا, لبست ملابسي بعد أن غسلتهم الفتاة لنا و أخاطتهم, إنها فتاة طيبة جدا و صاحبة أخلاق عالية, خرجت من الغرفة و رأيت والد الفتاة فألقيت عليه التحية و شكرته على استضافتهم لنا و اعتذرت له على الإزعاج الذي سببناه لهم و لكنه قال لي:" هذا البيت بيتكم و أنتما من أهل هذا البيت و أرجو أن لا تقولي مثل هذا الكلام يا ابنتي" لقد فرحت من كلامه الذي يطيب الخاطر و تذكرت والدي كم اشتقت إليه, بعد لحظات نادتني الفتاة لكي أجهز معها الإفطار.. – أجل تذكرت إن أب الفتاة كان مقعدا لا يستطيع المشي فهو يستخدم الكرسي المتحرك ليتنقل, و لكنه في الحلم كان يستطيع المشي.., و لكن هل سيتركنا الآن أيضا و يرحل دون أن يساعدنا كما في الحلم أم سيبقى ليساعدنا- بعد أن جهزنا الإفطار استأذنت من الفتاة لكي اذهب لإيقاض صديقتي من النوم لكي نفطر مع هذه الأسرة الطيبة, إستيقضت هذه المرة و ذهبنا لتناول الإفطار, فسألنا والدها:" ما اسم بلدتكم, و كيف وصلتم إلى هنا؟" فقلنا له قصتنا التي بدأت عندما كنا خارجتين ذات يوم من منزلنا و كنا ذاهبتان للحديقة و كانت السماء تمطر, و كنا نحب الجلوس في المطر و رواية القصص , ففي ذلك اليوم منعونا أي أمي و أمها من الخروج و لكننا كنا مصرتين على فعل ذلك لان لا يوجد سبب مقنع لأن لا نخرج و لم نستمع لحديثيهما وكأنهما يحسان بأن هناك شيئا سيحدث لأن الجو لم يبشر بخير, فخرجنا و ذهبنا إلى الحديقة فعندما و صلنا حدث ما لم يكن على الحسبان أتت دوامة من الإعصار, لقد شاهدناها من بعيد و لكننا لم نصدق ما شاهدنا و حاولنا تفاديها بقدر المستطاع و على الرغم من محاولاتنا المستمرة لذلك باءت محاولاتنا بالفشل في معركة البقاء على هذه الأرض, فإحتظننا الإعصار و أخذنا بعيدا عن موطننا و كنا ممسكتين بأيدي بعضنا و لكننا لا نعرف ما الذي يحصل و فسيقضنا ليلا و نحن مرميتان في هذه البلدة و أخبرته بقصتنا بأكملها منذ أن أتينا إلى هذه البلدة و كيف عشنا أيا منا الماضية إلى أن وصلنا إلى بيتهم و لكنني كنت مترددة هل أخبره بأننا كنا نسمع صوت الصراخ أم أسكت, اعتقد بأنه لا يعرف بأن ابنته تذهب ليلا لزيارة والدتها أو ربما يعلم و لا يريد أحدا أن يعرف بذلك.. ثم أخبرناه عن بلدتنا فقال إنه لا يعرف بلدة بهذا الاسم من قبل و لكنه وعدنا بأنه سيحاول مساعدتنا قدر المستطاع... كم هذا رائع سوف نعود إلى ديارنا, و لكن كيف لا يعرف بلدتنا فهل ابتعدنا كثيرا لهذه الدرجة؟ في فترة بعد الظهر جلسنا نحن الثلاثة أنا و صديقتي و الفتاة نتحدث و كان ذلك ممتعا للغاية, لقد تحدثنا عن قريتنا و عن أهلنا و عن المواقف الطريفة التي حدثت لنا و كانت جلستنا مع بعض جعلتنا ننسى بأننا في غربة, فهي فتاة لطيفة و مؤدبة و مغلوب على أمرها و هي صديقة من بين أصدقاء الكون الذين قلوا في هذا الزمن أو بالأحرى انعدموا.. كنا نريد أن نعرف ما هي قصة المجزرة التي حدثت في هذه البلدة؟. و لكن لسوء حظنا.. بينما كنا جالسين مع بعضنا مستمتعين بالحديث تفاجئنا بدخول عمتها إلى البيت عندما رأتنا غضبت بشدة "يا إلهي" تمنينا لو أن الأرض تنشق و تبتلعنا فصرخت و هي توجه الكلام للفتاة, لا أعرف كيف تتصرف هكذا و كأنها تعلم سلفا بوجودنا:" هل هذا منزلا أم فندقا لكي تحضري الغرباء إلى هنا؟؟" كانت عمتها قوية الشخصية و متسلطة, فقامت بطردنا من البيت عندما سمع والد الفتاة الصراخ أتى مسرعا و حاول منعها و لكنها شتمته و صرخت بوجهه و لم تهتم له و توعدته بالانتقام منه و من ابنته, و لكن مما ستنتقم لا أعرف!!! إنها دون مشاعر و لا أخلاق فلقد رميت كل الأخلاق الحميدة عرض الحائط و مشت قدما في انتقامها. خرجنا من البيت و نحن خائفتان على الفتاة لأن الشيء الذي لم نتوقع أن تفعله عمتها بأنها قامت بضرب الفتاة ضربا مبرحا و كانت الفتاة تنادي أمها بأعلى صوتها, ولقد انفطر قلبنا عليها و لكن ليس بيدنا حيلة فنحن لا نستطيع مساعدتها و لا نستطيع حتى طلب المساعدة من أحد في بلدة لا يوجد بها احد, كان والدها يحاول مساعدتها و لكنه لا يستطيع الحراك من مكانه. لا اعتقد بأن الذي حدث كان سببا مقنعا لكي تقوم عمتها بضربها لأن وجودنا هناك لا يعني أن يحدث كل ذلك؟!.. هل جلبنا لها النحس و السوء عندما كلمناها هل هذا المعتقد صحيحا؟؟؟. ما الذي حدث كل شيء حدث فجأة لابد من وجود سر في كل شيء يحصل لنا و لكن ما هو لا أعرف؟! خرجنا و لكننا لم نعرف إلى أين نتجه فنحن لا نعرف في تلك البلدة سوى المقبرة فلم يكن لدينا خيار غير ذلك, توجهنا إلى المقبرة نجر أذيال الخيبة و الألم ورائنا فجلسنا نفكر كيف ستكون حال الفتاة من بعد كل هذا الظلم الذي يحيط بها ما الذي يمكننا فعله لمساعدتها؟ لماذا يحدث كل هذا لنا ما المغزى و ما الحكمة منه يا ربي؟؟؟ هبط الظلام بسرعة فتدثرت الأرض بستار أسود يبعث بالتوتر في نفسينا تمنينا لو أننا نستطيع أن نرحل من هنا, لذلك قررنا أن نسرق أرواحنا من هذا المكان و نهرب إلى أي مكان عند وصول أولى خيوط الصباح لتنسج النور على الأرض, بأي طريقة كانت.. في منتصف اللي السرمدي سمعنا صراخ يدوي كان هذا الصوت هو عينه صوت الفتاة ثم تناهت إلينا أصوات أناس ينادونها و يبكون, فرأينا حشود متجمعة و لكن من أين أتت كل هذه الحشود لا نعرف؟؟ على الرغم من إن البلدة لا يوجد بها أحد؟ ولكننا لم نعرف من أين؟؟ في تلك اللحظة كانت الفتاة تبكي بشدة و تودع أباها و استمر هذا الصراخ و البكاء من جميع سكان البلدة إلى ما قبل بزوغ الفجر لقد كان منظرا محبوكا في لوحة مأساوية مبروزة بالدمع و الألم, كان منظرا فضيعا لن أنساه أبدا ما حييت و عندما لفظ الصراخ آخر أنفاسه و تسلق الصمت عرش الهدوء أشرقت الشمس تبث أشعتها الذهبية معلنة عن بداية يوم جديد قادم و توديع ليلا طويل مؤلم قد مضى. قررنا الإسراع بالرحيل من البلدة, لقد تسببت العمة بوفاة الفتاة من كثر الضرب و وفاة أباها بنوبة قلبية بسبب حزنه و لعجزه من مساعدة ابنته الوحيدة من أيدي عمتها التي لا تعرف عنوان الإنسانية و لا الرحمة و لذلك كان السكان يبكون عليها و كانت المظلومة تودع أباها.. و لكن من أين أتت كل هذه الحشود من الناس و كيف علموا بالأمر؟؟ هل هم الأرواح التي توفيت في تلك المجزرة و أو ربما كانوا أصدقاءها من قبل أن تسكن معهم, لذلك خرجوا لتشييع جثمانها لأنه إن لم يفعلوا ذلك فلن يفعله أحد أبدا.. مشينا في الطرقات لعلنا نصل إلى بلدة ثانية و نتمنى أن لا تكون كقرية الأموات هذه مشينا و لكننا لم نعرف كم المسافة التي مشيناها و كم من الوقت استغرقناه في المشي و لكن الشيء الوحيد الذي عرفناه بأننا ابتعدنا بما فيه الكفاية عن تلك الأجواء المرعبة أحسسنا بذلك عندما هبت عاصفة صغيرة و نحن نمشي فشعرنا بأننا دخلنا إلى عالم آخر و لكن المكان لم يتغير لأننا شعرنا بذلك فقط و لكننا لم نعره أي اهتمام. و لحسن حضنا رأينا بصيص أمل من بعيد متكئ على قافلة ستمر بجانبنا, فركضنا لنوقفها و طلبنا منهم توصيلنا إلى ديارنا, لقد كنا منهكتين من التعب, فبينما كانت القافلة تسير بنا في الطريق الطويل و نحن بداخلها بدأ المكان يصبح مظلما فقد آن أوان قدوم الليل أخيرا فمن شدت تعبنا لم نستطع أن نقاوم أكثر و نمنا, و حلمت بأننا و صلنا إلى ديارنا بالقافلة فوجدنا أهالينا مجتمعين ينتظرون قدومنا, فستغربنا من ذلك! فكيف علموا بقدومنا؟؟ و هل مازال لديهم أمل في رجوعنا؟ نزلنا من القافلة و توجهنا إليهم فقلنا:" كيف علمتم بقدومنا في هذا اليوم بالتحديد؟ من أخبركم ؟!"قالوا:" أتت فتاة صغيرة و أخبرتنا" فسألتهم عن من هي هذه الفتاة, فوصفوها لي و كانت المواصفات تنطبق على الفتاة التي توفيت! قلت لهم:" لكنها توفيت فكيف أتت إلى هنا؟ و بينما كنت أكلمهم اختفت القافلة من أمام أعيوننا فسمعنا صوت الفتاة فشعرت برعشة تسري في جسدي و رعبا لا يوصف فشعرت بشعور غريب بداخل قلبي كأن دقات قلبي تريد الهرب من شدة الخوف, فكانت تقول لنا:" إن روحي لم تمت حتى لو جسدي رحل و مات و قاس و ذاق أصناف العذاب من قسوة الأيام و ظلم الأقراب فروحي ستظل صديقة لكما للأبد..." فرتعبت و إستيقضت من نومي فزعة و عندما إستيقضت رأيت صديقتي تنظر إلي و هي فزعة و مرتعبة ألوانها تتضارب و قلنا معا و بدهشة يشوبها الخوف:" نعم لقد حلمت نفس الحلم!!" فأخبرتها بحلمي و أخبرتني بحلمها لقد كان نفس الحلم و لكن الاختلاف بسيط و هو بأنه في حلمها هي التي سألت الأهالي و في حلمي أنا التي سألتهم, و لكن ما الذي يجري هل مازال سحر تلك المدينة يؤثر علينا.. و لكن إلى متى؟؟! | |
| | | MR.YA$$ER مراقب عام
المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 11/04/2008
| موضوع: رد: قصة صرخة المووووت كاملة ... الإثنين مايو 12, 2008 4:49 am | |
| الجزء الخامس والاخير
أخيرا وصلنا إلى ديارنا فعندما وصلنا تفاجئوا بقدومنا لقد ظنوا بأننا لن نعود أبدا أو توقعوا بأننا رحلنا إلى الرفيق الأعلى و لكن الله كريم و هو القادر على كل شيء فعندما و صلنا كنا منهكتين لدرجة لا يتصورها الخيال فأغمي علينا فأصبحنا في غيبوبة لقد كان أهالينا و أهالي القرية قلقين كثيرا علينا يريدون أن يعرفوا أين كنا و ماذا حصل لنا و كيف عدنا؟ بعد عدة أسابيع أفقنا من غيبوبتنا و أخبرناهم بكل ما حدث لنا هناك و لقد تعجبوا كثيرا من تلك البلدة و من هذه القصة لدرجة إنهم لم يصدقوا ما قلناه لذلك ظنوا بأننا كنا نحلم بكابوس أو ربما أصبحنا نهدي من تأثير العاصفة علينا, و لكن ماذا يفسرون غيابنا طول هذه المدة عن القرية التي دمرتها العاصفة و هم الآن يبنونها من جديد و كيف يفسرون ثيابنا التي أخيطت من بعد أن تقطعت إربا من جراء تلك العاصفة؟؟ أحيانا كثيرة أشعر بأني في حلم فضيع هل حقا حدث لنا ذلك؟ بعد عدة أيام ذهبنا أنا و صديقتي و أهلنا نبحث عن هذه القرية لكننا لم نجدها, أين ذهبت لا نعرف لقد اختفت! لا يعقل ذلك لقد أحسسنا بأننا سنفقد عقلنا و لكننا بعد طول عناء من البحث رأينا عجوزا يسكن في كوخ قديم و مهجور هو الذي دلنا على القرية لقد تم تغيير اسمها من سنين و لكن كيف ذلك؟ لقد كان هذا أول تغيير في الحقائق التي قلناها؟؟ذهبنا إلى هناك إنها نفس القرية و تقريبا نفس البيوت و لكن هناك ناس كثر يعيشون فيها, فرأينا المحل الذي كنا نشتري منه الخبز فهو الذي سيثبت لهم بأننا صادقتين و لكن المفاجأة بأن الرجل الذي يبيع فيه ليس هو نفس الرجل الذي باعنا فسألنا الرجل أين صاحب هذا المحل فقال لنا بأنه هو صاحبه فقلنا له:" لا إنه رجل آخر!" فوصفنا له الرجل الذي كان يبيع و هو يشبهه كثيرا, فضحك منا و قال لنا بأنه توفي منذ سنين طويلة فقلنا له لا يعقل ذلك لقد كنا نأتي أنا و صديقتي إلى هنا و كان يبيعنا! أحسسنا بأننا سوف ننهار من كل ذلك, مما جعل الأهالي لا يصدقوننا لقد تغير كل شيء في القرية في غضون أيام كيف يعقل ذلك ما الذي يجري؟؟ فهممنا بالرحيل و لكن لفت انتباه صديقتي شيء معلق فدخلت مرة ثانية بسرعة و أشارت بإصبعها فرحه و الابتسامة تعلوا وجهها المنهك فسألته عن الخاتم الذي كان معلقا فهو نفسه الخاتم الذي أعطيناه إلى صاحب المحل لقد تعرف الأهل إلى الخاتم خصوصا أمي لأنه كان لها, لقد شعرنا بارتياح كبير لما حصل, فقال لنا إنه لوالد جده هو نفس الشخص الذي نسأل عنه و الخاتم المعلق كان رمزا يذكرهم بمأساة غامضة حدثت في ذلك الوقت من بعد المجزرة المجهولة. قص علينا القصة التي كان الناس يتوارثونها و لكنهم لا يعلمون الحقيقة أو بالأخرى سر الحادثة المؤلمة للفتاة الطيبة التي كانت رمزا للطيبة و الشجاعة و الصبر. لقد كشفنا للقرية سر مقتل الفتاة الغامض و من الذي قتلها و تسبب في وفاة والدها لقد كانت الخطة مدبرة من عمتها فالكل يعلم بأنها خارج البلدة و لقد قامت بقتل الفتاة انتقاما لابنها الذي توفي في تلك المجزرة لأنها قامت بتركه في البيت نائما و كان في الخامسة من عمره و هو ابنها الوحيد و هي ذهبت إلى زوجت أخيها أم الفتاة لأنها في المخاض و بينما هي هناك خرج من البيت و حصل ما حصل.كانت مجزرة يشهد بأنها كانت مريرة جدا على أصحاب القرية و التي إلى الآن لا أحد يعرف كيف حصلت و هذا هو سر البلدة الدفين الذي سيبقى مدفونا إلى الأبد. فمنذ ذلك اليوم اعتبرت العمة بأن الفتاة هي السبب وبأنها فأل سيء على القرية و يجب القضاء عليه و تعتقد بأن هذه الفتاة هي السبب في موت ابنها و لقد أصبحت شبه مجنونة من فقدانها لابنها و سبب في إن زوجها قام بتطليقها عندما علم بأنها تركت الطفل و ذهبت لزوجة أخيها. فعندما قتلت الفتاة لم يعلم أحد من الذي قتلها و من الذي قام بدفنها و ظل السر دون أن يكشفه أحد. أعتقد بأن هذا الشيء الذي أرادت الفتاة أن تعلمه لنا لكي ترقد روحها بسلام. لقد استغرب أهالي القرية من كشفنا للحقيقة و تسائلوا كيف عرفنا ذلك عندما قلنا لهم بأننا شهدنا هذه الأحداث لم يصدقوا لأنهم توارثوا أحداث هذه الحادثة منذ سنين و التي لم يمر عليها سوى أشهر بسيطة بالنسبة لنا فكيف أصبحت هكذا, إن القصة حقيقية و لكن في زمن آخر غير زمننا, و لما لا فهذا ما عهدناه بهذه البلدة الغرابة و الفزع من المجهول.. ذهبنا مع أهالي القرية إلى الأماكن التي كنا بها لنثبت لهم وجودنا في ذلك الزمن فعندما ذهبنا إلى المقبرة و عند المكان الذي احتمينا فيه بالتحديد مازالت قطع الخبز موجودة و كأنها منذ بضعة أشهر. و ماذا يفسرون وجود الخاتم في المحل الذي أصبح رمزا متوارث. و هناك شيء آخر و هو بيت الفتاة, عندما ذهبنا إلى هناك لم نجد سوى امرأة عجوز رماها الزمان لتعيش لوحدها في ذلك البيت و يبدو عليها آثار التعذيب فليس لها سوى عين واحدة و الأخرى قد فقدت و هي لا تستطيع الحراك لأنها شبه مشلولة و لا أحد يزورها فلقد منع عنها أي زيارة دون أن يعرفوا السبب و لقد كان هناك امرأة تعتني بها ما بين الحين و الآخر, و أحسست من كلامها بأنها نادمة على حياتها و تتمنى الموت ألف مرة على العيش هكذا فلقد كانت هذه العجوز هي عمة الفتاة و التي قام الزمن بتعذيبها على فعلتها و لكن كيف تعذبت في هذه البلدة هل سكان البلدة هم الذين عذبوها أم الأرواح التي كانت موجودة لتشييع جثمان الفتاة هم من قاموا بذلك؟ أخيرا عرف الجميع بأننا لا نكذب و لم تكن قصتنا مجرد هلوسة و عرف أهالي البلدة بسر الفتاة و سر الخاتم و سر العجوز و لكن سر المجزرة مازال مدفون ليومنا هذا.. من بعد ذلك اليوم أصبحنا نذهب إلى البلدة بين فترة و أخرى لزيارة قبر الفتاة و قبري والديها و نقدم لهم الورد. مازالت روح الفتاة مع صديقتيها و تحرسهما دائما.. و لكن هناك سؤال محير و هو:" يا ترى ما هو السبب لاختيار الفتاة للفتاتين لكشف سر وفاتها؟؟ و ما هو السبب الحقيقي في ذلك الزمن لتقوم عمتها بالشجار معها فالفتاتان لم تكونا موجودتين في ذلك الزمن من قبل عندما حدثت الحادثة؟؟؟"
تمت
مع تحياتي
اخوكم
ـــــــــــــــــــــــــــــ MR.YA$$ER ــــــــــــــــــــــــــــــ | |
| | | | قصة صرخة المووووت كاملة ... | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|